ترحيب

اهلا وسهلا بكم في مدونة مركز مصادر التعلم بمدرسة الازهر بن محمد الازكوي


بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 19 يناير 2010

القراءة

القراءة .. القراءة كثيرة هي الكتب الموجودة في المكتبات بل وفي بعض الأحيان نجد لدى البعض مكتبة وصل طولها إلى سقف البيت وأخذت حيزا منه . ولكن من يقرأ ؟ سؤال يطرح نفسه .. من يقرأ ؟نعم من يقرأ هذه الكتب ويشتغل بها ليل نهار أو لنقل تأخذ من وقته الثمين الذي لا يوجد فيه متسع للقراءة ، فهذا يدعي أن العمل أخذ وقته ، تقول له : هل كل اليوم للعمل أم جزء منه فقط ؟ كم من الساعات تعمل يوميا فيقول ليس كل اليوم بل من 6 ساعات إلى 8 ساعات فقط نقول له : جيد فأين باقي الوقت - 14 ساعة متبقية -؟يقول : بعضها في النوم وبعضها في الأكل والبعض الأخر مع الأهل والأصحاب – وهكذا يمضي اليوم –.نقول له :ألا تستطيع أن تخصص ساعة – اضعف الإيمان – للقراءة ؟يقول : سأفكر ، وتعود حليمة لعادتها القديمة !إخواني القراء :هذه مشكلة من ضمن المشكلات التي جعلتنا قليلي القراءة ، ونحن أمة أول كلمة أنزلت عليها هي كلمة ( اقرأ) . فهذه المشكلة تكمن في عدم وضع جدول يومي أو أسبوعي يستمر عليه القارئ ، فلو قمنا بتحليل جدول – صاحبنا- الذي لا يوجد لديه وقت للقراءة لوجدنا لوجدنا أن معظم الساعات تذهب هدرا فيما لا فائدة له فيه . لا لأنفسنا ولا لغيرنا ؟ فلا يسلم مجلس من مجالسنا من غيبة أو سخرية أو ضحك مفرط أو استهزاء أو نتيجة المباراة الفلانيه وكم عدد الأهداف ومن صاحبها . وكأننا في إحدى القنوات التي تقوم بتحليل المباراة الرياضية !فهذه هي أوقاتنا وهذه هي مجالسنا ، وبهذا نحن تأخرنا عن غيرنا – بكل أمانة .لنقف معا – أخواتي القراء – وقفة مع الحضارة الغربية وكيف يستثمر أهلاه أوقاتهم .لا تجد رجلا منهم يجلس على استراحة إلا وكتابه معه يقرأ منه . وانظر إلى الأخر وهو ينتظر مرور القطار ليسافر تجده يقرأ وهكذا ركاب الطائرة والسيارة .أما لو نظرت لأحدنا فلا نفعل جزءا مما يفعلون . بل من المفترض أن نكون نحن القدوة في استغلالنا لأوقاتنا وكيف نستثمرها في القراءة .فنحن أمة حق لنا أن نفتخر بأن أول كلمة أنزلت على نبينا الكريم محمد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم هي كلمة ( اقرأ) فلماذا إذن لا نقرأ ؟ لماذا نجمع الأموال ونركض وراء المعارض ونشتري الكتب ونملأ بها مكتباتنا ؟ هل لنفاخر بها ؟ أم للزينة ؟ ام ليطغى عليها الغبار ؟أضعف الإيمان لو يطالع كل منا الصحف اليومية بتفصيلها لازدادت عندنا المعرفة واتسعت ، ولا نكن مثل أولئك الذين يكتفون بقراءة العناوين الرئيسة ولا يكلفون أنفسهم عناء قراءة تفاصيل ما بداخلها .ومن ضمن المشكلات - كذلك – التي تقف حائلا لئلا نقرأ هي مشكلة ( الدراسة ) نقول لأحدهم : لماذا لا تقرأ كتبا خارج منهجك الدراسي ؟يقول : كتب الدراسة أخذت وقتي .نقول له حسنا فعلت وهذا المطلوب ولكن – يا أخي – لماذا لا تخصص وقتا يسيرا لقراءتك الخارجية لكي تنمو لديك المعرفة ؟يقول : سأرى ويتردد بعدها ولا يفعل شيئا !إخواني القراء :هذه – كذلك – مشكلة ولعلها شبيه بالمشكلة السابقة ، فلعل بعضكم عايش وسكن مع طلاب الجامعات و الكليات والمعاهد . إخواني أسألكم أين يقضي هؤلاء معظم أوقاتهم ؟نجد أن اغلب أوقاتهم مشغولة بالأحاديث الجانبية التي لا يجنون منها ثمرة تملا عقولهم علما ومعرفة ، فلا تجد اثنين يجلسان ويتناقشان في مسألة تفيدهما أو قضية يتدارسونها – وهذا موجود ولكنه قليل – بل نجدهما يتبادلان أطراف الحديث في القيل والقال والضحكات المرتفعة وغير ذلك .وقفة ودعوة صادقة :لنقف وقفة صادقة مع أنفسنا لنسألها كم من الكتب قراناها ؟ - في الأسبوع مثلا – وكم من الساعات قضيناها في القراءة المفيدة التي تخدمنا وتخدم أمتنا ؟إخواني القراء :أدعوكم وأدعو نفسي أولا لنكثر من القراءة . لنكن مثل أولئك المجدين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل العلم وقضوا الساعات الطوال في القراءة خدمة للعلم وأهله . لنكن مثلهم لنرتق بأنفسنا وأمتنا .؟ ولا نكن مثل أولئك الذين يسرقون الأوقات من غيرهم ويبيعونها في سوق القيل و القال بثمن بخس وكانوا فيها من الزاهدين .الكاتب - خليل الحوقاني مقال من ملحق مرافئ – المرفى الفكري صفحة 5 الصادر مع جريدة الوطن العدد 17 الأربعاء 20/1/2010

الاثنين، 4 يناير 2010